[size=30]بسم الله الرحمن الرحيم [/size]
[size=30]الحمد لله القائل :[/size]
[size=30] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان [/size]
[size=30] [/size]
[size=30] والصلاة والسلام على من أوحى إليه ربه فقال :[/size]
[size=30]\" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة...... \" ,وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً , وبعد :[/size]
[size=30]أيها الأحبة! [/size]
[size=30]إن هذا القرآن مأدبة الله , حق من عند الله , من بين دفتيه انطلقت خير أمة أخرجت للناس, ( آلر , كتاب أنزلناه إليك لتخرج [/size]
[size=30]الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) .
- أمة تربت على مائدة القرآن , أخذت تعاليم ربها بقوة , وسارت على نهجه بعزم , خضعت لسلطانه بإيمان فهداها للتي هي [/size]
[size=30]أقوم .[/size]
[size=30]- لقد كان هذا القرآن خيراً عامّاً , تآخت عليه شعوب الإسلام , نشأة به مدنيّة كانت زينة الأرض وضياءها , وعدلها [/size]
[size=30]ورحمتها .سمعتك ياقرآن والليل غافل[/size]
[size=30]سريت تهز القلب سبحان من أسرى[/size]
[size=30]فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها[/size]
[size=30]وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا[/size]
[size=30] - هؤلاء الأسلاف من الرّواد قرأوا القرآن , فأحيوا ليلهم رهباناً , وعمروا نهارهم فرساناً , تفيض أعينهم مما عرفوا من [/size]
[size=30]الحق , يغشاهم الخشوع , ويكسوهم الوقار.... [/size]
[size=30]- كان القرآن ربيع قلوبهم , ونور صدورهم , وجلاء أحزانهم , تأدبت به أخلاقهم, وعٌمرت بالتقوى مسالكهم , قوة في [/size]
[size=30]الحق , وورعاً في المطاعم والمشارب , وبصراً بأهل الزمان : (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم , وإذا تليت عليهم آياته زادتهم [/size]
[size=30]إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ) .[/size]
[size=30]- أيها الأفاضل ! [/size]
[size=30] القرآن عمدة الملّة , وكلية الشريعة , وينبوع الحكمة ,وآية الرسالة , لاطريق إلى الله سواه , ولاسبيل إلى النجاة بغيره..
- هل يُدعى إلى الله بغير كتاب الله ؟[/size]
[size=30]- هل يٌرجى صلاح عباد الله بغير كتاب الله ؟
- هو التبيان والفرقان , والروح والذكر , هدىً للمتقين , ورحمة للمؤمنين , آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم , [/size]
[size=30]وذكرى لمن كان له قلب , وشفاء لما في الصدور , تحيا القلوب بمواعظه , وتطمئن النفوس بترتيله , وتقوم الحياة بأحكامه : [/size]
[size=30]( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)
- كان والد محمد إقبال – رحمهما الله – كلما رأى ابنه يقرأ القرآن قال له : \" يابني ! اقرأ القرآن وكأنه عليك ينزل \".
- لم يٌشب بيانه غموض !
- لم يعب لفظه ضعف!
- ولم يدخل معانيه قصور ... ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً) .
أيها القارئ الكريم! [/size]
[size=30] تحتاج الأمة أن تراجع حساباتها مع نفسها في مواقفها من كتاب ربها :
- إذ هجروا براهين القرآن في العقائد والإيمان .[/size]
[size=30]- ركنوا في العبادات إلى أحزاب مصنوعة , وأوراد متكلفة , وتعاويذ منحرفة , ورقىً غير مشروعة , وأخذوا بأنساك الأعاجم [/size]
[size=30]من غير أهل الإسلام , والأدهى من ذلك أن حظ البعض من القرآن القراءة في المقابر والمآتم , ولا حول ولا قوة إلا بالله ... [/size]
[size=30]- أين القرآن الكريم في حياة الناس ؟ وهل هو حكم على حياتهم ؟ بل أين موقعه من مناهج التربية ومقررات الدراسة؟
- غير أن الظاهرة الإيجابية التي ينبغي أن يشاد بها في هذا الشهر هي :
أن الصائمين في شهر رمضان يعكفون على قراءة كتاب ربهم , وتكراره, وتدبره في صورة قلما تكون في غير هذا الشهر...[/size]
[size=30]يعيشون معه لحظات لا تتكرر في تكاملها وبديعها , وقد تفرد هذا القرآن بالقصص الحق الذي لايتطرق إليه ريبة , أوشبهة.[/size]
[size=30]يقرأ المسلمون القرآن , ويمرون على قصصه , فكأنما نفخت الحياة في القرون الأولى الهامدة , فيرون من سبقهم في فرحهم [/size]
[size=30]وترحهم , وجدهم وهزلهم , وتصديقهم للرسل وتكذيبهم ...[/size]
[size=30]يقرأون ويسمعون ضجيج العراك بين الحق والباطل , والفضيلة والرذيلة , يتأملون عجائبه , وإعجازه, يتأملون في قصصه [/size]
[size=30]وعبره , يتأملون في قصة المعاندين , والمكابرين , قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم [/size]
[size=30]أحياهم.... يقرأون قصة طالوت وجالوت , يتأملون خبر ابني آدم , وأصحاب الكهف , وذي القرنين , وقارون , وفرعون , [/size]
[size=30]وهامان , يقفون مع تفاصيل قصص أصحاب السبت , والأخدود , وأصحاب الرس , وقرون بين ذلك كثيرة .[/size]
[size=30]يقرأ الصائمون سنن الله في الأمم , ويرون كيف تعلو بطاعة الله , وكيف تبور بمعصيته.......... إن في ذلك لآية وما كان [/size]
[size=30]أكثرهم مؤمنين .[/size]
[size=30]يقول الحسن البصري – رحمه الله – \" رحم الله امرءاً عرض نفسه وعمله على كتاب الله .[/size]
[size=30]فإن وافق كتاب الله حمد الله وسأله المزيد .[/size]
[size=30]وإن خالف أعتب ( لام نفسه وحاسب ) نفسه , وحاسبها ورجع من قريب . [/size]
[size=30]اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا , ونور صدرونا , وجلاء أحزاننا , وسائقنا ودليلنا إلى رضوانك والجنة , وآخر دعوانا [/size]
[size=30]أن الحمد لله رب العالمين[/size]
[size=30]د.عبدالهادي الصالح[/size]
|