منتديات أحمد بلحسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أحمد بلحسن

منتدى تجد فيه كل حاجاتك الدراسية واثراء معلوماتك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://belhassendz.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منتديات أحمد بلحسن يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات المدير وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem39@yahoo.com

 

  مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
مدير المنتدى
مدير المنتدى
المدير


 مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود 41627710
الـبـلـد :  مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود My_own25
الهواية :  مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود Sports10
المهنة :  مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود Studen10
عدد المساهمات : 1174
نقاط : 183313
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/06/2014
العمر : 29

 مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود Empty
مُساهمةموضوع: مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود    مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود Emptyالجمعة أغسطس 29, 2014 9:16 am


((نقطة من البحر المحيط))
في ساعات الصفاء حينما تنقشع الغواشي عن القلب و تنجلي البصيرة، و أرى كل شيء
أمامي بوضوح، تبدو لي الدنيا بحجمها الحقيقي و بقيمتها الحقيقية، فإذا هي مجرد رسم
كروكي أو ديكور مؤقت من ورق الكرتون، أو بروفة توزع فيها الأدوار لاختيار قدرات
الممثلين، أو مجرد ضرب مثال لتقريب معنى بعيد و مجرد و هي في جميع الأحوال
مجرد عبور و مزار و منظر من شباك في قطار.
و هي الغربة و ليست الوطن.
و هي السفر و ليست المقر.
أعجب تماما و أدهش من ناس يجمعون و يكنزون و يبنون و يرفعون البناء و ينفقون
على أبهة السكن و رفاهية المقام.. و كأنما هو مقام أبدي.. و أقول لنفسي أنسوا أنهم
في مرور؟. ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه و غدا يحمل ابنه نعشه إلى حفرة
يستوي فيها الكل؟.. و هل يحتاج المسافر لأكثر من سرير سفري و هل يحتاج الجوال
لأكثر من خيمة متنقلة؟.
و لم هذه الأبهة الفارغة و لمن؟.
و لم الترف و نحن عنه راحلون؟.
هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟. أم هي غواشي الغرور و الغفلة و الطمع و عمى
الشهوات و سعار الرغبات و سباق الأوهام؟. و كل ما نفوز به في هذه الدنيا وهمي، و
كل ما نمسك به ينفلت مع الريح.
و الذين يتقاتلون ليسبق الواحد منهم الآخر أكثر عمى، فالشارع سد عند نهايته و كل
العربات تتحطم و يستوي فيها السابق باللاحق، و لا يكسب أحد منهم إلا وزر قتل
أخيه.. بل إن أكثر الناس أحمالا و أوزارا في هذه الدنيا هم الأكثر كنوزا و الأكثر ثراء،
فكم ظلموا أنفسهم ليجمعوا، و كم ظلموا غيرهم ليرتفعوا على أكتافهم.
و لعلنا سمعنا مثل هذا الكلام و نحن نلهث متسابقين على الطريق.. فهو كلام قديم قدم
التاريخ رددته جميع الأسفار و قاله جميع الحكماء و لكنا لم نلق له بالا و لم يتجاوز
شحمة الأذن.
و مازلنا نسمع و لا نسمع برغم تطور أدوات الاستماع و كثرة الميكروفونات و مكبرات
الصوت، و لاقطات الهمس الإلكترونية من فوق الفضاء و من تحت الثرى.
و مازلنا نزداد صمما عن إدراك هذه الحقيقة البسيطة الواضحة و كأنها طلسم مطلسم و
لغز عصي على الأفهام.
هل نحن مخدرون؟.
أم هناك ما هو أقوى أثرا و أكثر شراسة من الخمور و المخدرات، هي مادية العصر
التي طبعت الناس بذلك الشعار المسكر؟ غامر و اكسب.. و انهب و اهرب.. و سارع
إلى اللذة قبل أن تفوتك.. و عش لحظتك بملئها طولا و عرضا و لا تفكر ماذا بعد فقد
لا يكون هناك بعد.
نعم تلك هي الخدعة التي يستدرج إليها الكل.. إنه لا شيء سوى ما نرى و نسمع و
نذوق و نلمس من ماديات، و أنه ليس وراء هذه الدنيا شيء و نفوسنا الأمارة استراحت
إلى هذه الفلسفة لأنها تشبع لها رغائبها و تحقق لها مشتهياتها، و الحيوان في داخلنا
اختارها لأنها تشبع غرائزه.
و تلك النفس هي الفتنة و الحجاب و هي التي أفرزت هذه الحضارة المادية و روجتها.
ألم يسأل داوود ربه: يارب كيف أصل إليك. فقال له ربه.. اترك نفسك و تعال.. أن
يترك هذه النفس لأنها العقبة.. (( فلا اقتحم العقبة. و ما أدراك ما العقبة. فك رقبة))
13 البلد) – 11)
لا انفكاك من هذه العقبة إلا بالانفكاك من طمعك.. فتفك الرقبة و تطعم المسكين و
تؤثر غيرك على نفسك. و لذلك لم يطلب الإسلام من المسلم نبذ الدنيا و إنما طلب منه
قمع النفس و كبحها و شكمها.. لأن النفس هي الأصل.. و الدنيا مجرد أداة لتلك النفس
لتختال و تزهو و تتلذذ و تستمتع.
إن النفس هي الموضوع و هي ميدان المعركة و محل الابتلاء، و الدنيا ورقة امتحانها،
و مطلوب الدين هو الإرتقاء بهذه النفس و الارتفاع بها من شهوات البطن و الفرج و
من شهوات الجمع و الاكتناز، و من حمى الاستعراض و الكبر و التفاخر ليكون لها
معشوق أرقى هو القيم و الكمالات، و معبود واحد هو جامع هذه الكمالات كلها..
و إنما تدور المعركة في داخل النفس و في شارع الدنيا حيث يتفاضل الناس بمواقفهم
من الغوايات و المغريات و ما تعرض عليهم شياطينهم من خواطر السوء و من فرص
اللذة كل لحظة.
و لم يطلب الإسلام من المسلم أن ينبذ الدنيا، بل طلب منه أن يخوضها مسلحا بهذه
المعرفة، فالدنيا هي مزرعته و هي مجلى أفعاله و صحيفة أعماله.
و قدم له فلسفة أخرى في مواجهة الفلسفة المادية.. قدم له فلسفة استمرار و بقاء فهو لن
يموت و يمضي إلى عدم.. بل إلى حياة أخرى سوف تتعدد فصولا و تمضي به كدحا و
– جهادا حتى يلقى ربه: (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)) ( 6
الانشقاق)
الحضارة المادية لم تقدم للإنسان إلا الموت و حياة تمضي سدا و تنتهي عبثا.. أما
الإسلام فقدم للإنسان الخلود و حياة تمضي لحكمة و تنتقل من طور إلى طور وفقا
لنواميس ثابتة من العدل الإلهي، حيث لا يذهب أي عمل سدى و لو كان مثقال ذرة من
خير أو شر.. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره.
و اليوم تصل الحضارة المادية إلى ذروة من القوة و العلم و تكتمل لها أدوات الفعل و
التأثير من إذاعة و تليفزيون و سينما و مسرح و كتب و مجلات، و هي سواء كانت
أمريكية أو سوفييتية، فهي لا تفتأ تغتال العقل و الروح و تتحالف على الإنسان بخيلها و
رجلها، و لكنها برغم كل شيء ضعيفة متهافتة واهية لأنها تغتال نفسها ضمن ما تغتال
و تأكل كيانها، وسوف تقتتل مع بعضها البعض و تتحارب بالمخلب و الناب و بالقنابل
الذرية و القذائف النووية فالطمع و الجشع حياتها و موتها.
و على رقعة صغيرة من الأرض يقف الإسلام كمنارة في بحر لجي مظلم متلاطم الموج
يعج بالبوارج و الغواصات و حاملات الصواريخ و حاملات الرءوس النووية.
و ما أكثر المسلمين ممن هم في البطاقة مسلمون، و لكنهم في الحقيقة ماديون اغتالتهم
الحضارة المادية بأفكارها و سكنتهم حتى الأحشاء و النخاع، فهم يقتل بعضهم البعض
و يعيشون لليوم و اللحظة و يجمعون و يكنزون و يتفاخرون و لا يرون من الغد أبعد
من لذة ساعة، و يتكلمون بلغة سوفييتية أو لغة أمريكية و لا يعرفون لهم هوية..
و قد نجد من يصلي منهم إلى القبلة خمس مرات في اليوم و لكن حقيقة قبلته هي
فاترينة البضائع الاستهلاكية.
و لا يبقى بعد ذلك إلا قليل أو أقل القليل ممن عرف ربه.
و لو بقي مؤمن واحد مرابط على الحق في الأربعة آلاف مليون فهو وحده أمة ترجحهم
جميعا عند الله يوم تنكشف الحقائق و ينهدم مسرح العرائس و يتمزق ديكور الخيش و
الخرق الملونة، و تنهار علب الكرتون التي ظنناها ناطحات سحاب و تنتهي الدنيا.
و حينئذ و عندما تهتك الأستار و تقام الموازين، سوف نعرف ما الدنيا و ماذا تساوي..
و ماذا يساوي كل الزمن حينما نضع أقدامنا في الأبد.
و حينئذ سوف نتذكر الدنيا كما نتذكر رسما كروكيا، أو مسرح خيال الظل، أو نموذج
مثال مصنوع من الصلصال لتقريب معنى بعيد بعيد و مجرد..
و سوف نعلم أنها ما كانت سوى النقطة التي فيها كل أملاح البحر المحيط، و لكنها لم
تكن أبدا البحر المحيط.
(بتصرف)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://belhassendz.yoo7.com
 
مقالة نقطة من البحر المحيط للعلامة مصطفى محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  نكت البحر....
»  كلب البحر
»  عجل البحر ذو القبعة
»  أسد البحر النجمي
»  سرطان البحر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أحمد بلحسن :: 
ˆ~¤®§][©][المنتديات الإسلامية][©][§®¤~ˆ
 :: المنتدى الإسلامي العام
-
انتقل الى:  


حقوق المنتدى

الساعة الان  بتوقيت الجزائــر 

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أحمد بلحسن
Powered by phpBB2 ® Belhassendz.ba7r.biz/ 

حقوق الطبع والنشر©2014 - 2015

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.
جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات أحمد بلحسن بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق