المدير مدير المنتدى
الـبـلـد : الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 1174 نقاط : 183713 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/06/2014 العمر : 29
| موضوع: الغلو والتطرف وخطرهما على العقيدة والمجتمع الجمعة أغسطس 29, 2014 9:13 am | |
|
الغلو والتطرف وخطرهما على العقيدة والمجتمع----------------------------------------------------[size=48]بسم [size=48]الله الرحمن الرحيم [/size][/size] [size=48]السلام عليكم ورحمة الله [/size]الإسلام الحنيف خاتم الأديان ، والرسالات الإلهية تميز منذ فجر دعوته في العهد النبوي بالتوسط والاعتدال ، والسماحة ، واليسر ، ودفع الحرج والمشقة ، سواء في العقيدة ، والعبادة ، والأخلاق ، والمعاملات ، والعلاقات الاجتماعية ، والإنسانية ؛ فهو دين الحنيفية ؛ وعليه فكل مسلم يبغي التشدد والتعنت ؛ إنما يعاند روح الإسلام ، ويصبح من الغالين ، فما هو الغلو ، وما معنى التطرف ؟ .
عن ابن عباس _ رضي الله عنه _ قال : قال _ صلى الله عليه وسلم _ :((إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ))[ رواه الإمام أحمد ]
1 مفهوم الغلو والتطرف : الغلو هو مجاوزة القدر ، ومجاوزة الحد في كل شيء ، غلوت في الأمر إذا جاوزت فيه الحد وأفرطت فيه ، وفي الشرع عرف ابن حجر الغلو بأنه : " المبالغة في الشيء والتشدد فيه بتجاوز الحد " . والتطرف تعبير عصري عن الغلو ، والتطرف في اللغة معناه الوقوف في الطرف بعيدا عن الوسط ؛ وأصله في الحسيات ، ثم انتقل إلى المعنويات كالتطرف في الدين أو الفكر أو السلوك . [url=http://3.bp.-- # %D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9 %D9%85%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9 1057 # --/-oK11V9VpVdg/U3U0WyCsNwI/AAAAAAAAA-Q/Okq1BI2AV-8/s1600/240944.jpg][/url] 2 الإسلام يحرم الغلو ويحارب التطرف : ذم الإسلام الغلو ، واعتبره سبيلا إلى الانخراط والشطط ، ووسيلة إل إضعاف المجتمع المسلم ، وتمزيق نسيجه الاجتماعي وكيانه السياسي ؛ والإسلام باعتباره الرسالة السماوية الخاتمة ، والهادئة إلى أقوم السبيل للحياة السوية ، يقرر أن الغلو في كل شيء مجلبة للشرور ، وللمظالم وللانحرافات ، ولكل الموبقات ؛ لأن الغلو يؤدي إلى التطرف الذي هو نقيض الطبيعة البشرية السوية ، وإخلال بالموازين التي أقامها الله للكون ، على وجه العموم .
أ / في القرآن الكريم : جاء لفظ الغلو في كتاب الله تعالى في مواضيع كثيرة ، قال الله عز وجل : ((يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) [ سورة النساء / 171 ]وقال سبحانه وتعالى : (( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثير وضلوا عن سواء السبيل ))[ سورة المائدة 77 ]
ب / في السنة : قاوم النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كل اتجاه ينزع إلى الغلو في التدين ، وأنكر على من بالغ من أصحابه في التعبد ، والتقشف ، مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال الذي جاء به الإسلام ؛ فعن أنس _ رضي الله عنه _ قال (( أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، سألوا أزواج النبي_ صلى الله عليه وسلم _عن عمله في السر ، فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ، وقال بعضهم : لا أكل اللحم ، وقال بعضهم : لا أنام على الفراش ، فما كان من الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ إلا أن قال : " ما بال قوم قالوا كذا وكذا ؟ لكني أصلي وأنام وأصوم أفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " )) رواه الشيخان3 أنواع الغلو : أ / الغلو العقائدي : كغلو النصارى في عيسى _ عليه السلام _ ، أو كغلو الرافضة في الإمام علي رضي الله عنه وبقية الأئمة ، أو غلو الخوارج في تكفير أهل الإسلام بالمعاصي ، والذنوب كبيرها وصغيرها ؛ ومن الغلو أيضا في الاعتقاد الغلو في بعض الفروع بتنزيلها منزلة الأصول . ب / غلو عملي : وهو المتعلق بالأمور العملية التفصيلية ، من قول اللسان أو عمل الجوارح ؛ مما لا يكون فرعا عن عقيدة فاسدة ؛ ومن الأمثلة : المبالغة في العبادة والزيادة فيها عما شرع الله عز وجل ؛ كوصال الصوم ، وقيام الليل كله ، وما أشبه ذلك ؛ ولا شك أن الغلو الاعتقادي هو الأخطر .4 من مظاهر الغلو والتطرف : 1- التزام التشدد دائما مع قيام موجبات التيسير ، والتزام الآخرين به .2- التعصب للرأي مع عدم الاعتراف بوجود الآخرين .3- الغلظة في التعامل ، والخشونة في الأسلوب ، والفظاظة في الدعوة . 4- سوء الظن بالآخرين .5- أخطر المظاهر هو تكفير الآخرين ، واتهام الناس بالخروج عن الإسلام .5 من أسباب التطرف :1 ضعف البصيرة بحقيقة الدين ، وقلة البضاعة في الفقه مع القصور عن إدراك مقاصد الشريعة ، وروحها2 التباس الكثير من المفاهيم الإسلامية كمفهوم الإيمان ، والإسلام والكفر والجهاد ..3 عدم أخذ العلم الشرعي من العلماء المختصين .4 ضعف المعرفة بالتاريخ والواقع ، وسنن الكون والحياة .5 التأويل الفاسد المحرف لنصوص القرآن الكريم .6 آليات السيطرة على الغلو :- أولا : تمكين العلماء المختصين من القيام بواجبهم ، وإفساح المجال لكلمتهم والسماح بنشرها إعلاميا ، وحتى تتشكل مرجعية للجميع ، تعرض من خلالها التعاليم الصحيحة للإسلام .- ثانيا : منع المساس بالدين ، والإساءة إليه ، وإلى رموزه بما يصدم الشعور العام في المجتمع .- ثالثا : ضرورة ضبط مناهج التعليم ؛ لتكون قناة مأمونة لتلقي العلم الشرعي الصحيح حتى يتخرج جيل مؤمن يعرف دينه ، ويملك مناعة تحصنه من الانزلاق إلى متاهات الغلو ، والتطرف .- رابعا: حماية المجتمع من الانحلال الخلقي ، ودعم المؤسسات الإصلاحية القائمة على حماية الآداب ، والأخلاق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .- خامسا : إشاعة العدل الاجتماعي ، وإعطاء ذوي الحقوق حقوقهم ؛ فإن المجتمعات لا يمكن أن تقوم على الظلم أبدا .- سادسا : مناقشة الأفكار ، والحجج ، والشبهات التي يتذرع بها أهل الغلو وتفنيدها والرد عليها ، وتطعيم الناس ضدها لئلا يغتروا بها .المصدر : موقع مكتبة هنا كتبي |
| |
|