[size=30]بسم الله الرحمن الرحيم [/size]
[size=30] [/size]
[size=30]الحمد لله القائل : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) , والصلاة والسلام على [/size]
[size=30]المبعوث رحمة للعالمين , وبعد :
- أيها الأحبة ! غاية الصوم تقوى الله عز وجل , تقوى يتمثل فيها الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والقناعة بالقليل , [/size]
[size=30]والاستعداد ليوم الرحيل .
- تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرا مما يخشى.. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره كلّها سبيل [/size]
[size=30]التقوى , فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب أيما عجب؟
- أيها الأفاضل ! جوارح الإنسان عين , وأذن , ويد , ولسان , وبطن وفرج , والقلب من ورائها أصلها وحاكمها...
- صام القلب واتقى إذا جرّد العبودية لله وحده, خضع لجلاله , وسعى لقربه , وأنس بمناجاته , خلص من الشرك , وسلم من [/size]
[size=30]البدع , وتطهر من المعاصي...
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش حول أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
- قلب تقيٌ يرى الهوى والشهوة والظن والبغي والعداوة والبغضاء والغل ّوالحسد والجدل والمراء أمراضاً قلبية فتاكة تقتل [/size]
[size=30]الأفراد , وتهلك الأمم ........... القلب التقي يرفضها , ويأباها , ويتقيها , ويتقيّؤها , وصيامه ينفيها ويجفوها.[/size]
[size=30]- قلب صائم متدين لله بالطاعة , مستسلم له بالخضوع والاستجابة , منقاد لتنفيذ الشرع في الأمر والنهي....عبودية لله خالصة [/size]
[size=30]لا يصرفه عنها شهوة ولا شبهة.. ولا يشوش عليه فيها أمان ولا طمع ... تقي لله صلاته وصيامه ونسكه ومحياه ومماته [/size]
[size=30]( فمن صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) البخاري ومسلم.
- وإذا صلح القلب صلحت الجوارح , فقامت بحق الطاعة , وكفّت عن الآثام...... فالبطن محفوظ وما حوى.. ترك الطعام [/size]
[size=30]والشراب والشهوة من أجل الله , تقىً عالٍ يقي النفس جماح غرائزها , وإرادة مستعلية مستحكمة تأخذ أمر ربها بقوة , وتزدجر [/size]
[size=30]عن النواهي باستسلام.
- لقد كان على الهدى ,وائتمر بالتقوى من منع جسده تخمة الغذاء ليمنع جوارحه السوء والأذى..... فقلة الشّبع تكبح [/size]
[size=30]الجماح , وتُبعد نزغات الشياطين, والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم........ قلة الشبع تجعل الجوارح أقرب لفعل [/size]
[size=30]القربة , إذ يرقّ القلب , ويغزر الدمع , ويخذل الشيطان.
- الله أكبر , لقد فرض الصيام لتمحيص التقوى , وليصبح المسلم صائماً تقياً في مطعمه ومشربه, قصده رضا محبوبه: [/size]
[size=30]\" الصوم لي وأنا أجزي به \" متفق عليه.
هذا حال البطن و ماحوى..... فيا تُرى ما حال الرأس وما وعى؟
من لم يدع قول الزور والعمل به كيف صام؟ وماذا اتقى ؟
حظه من صيامه الجوع والعطش , ونصيبه من قيامه السهر والنصب.[/size]
[size=30]- أين التقوى في أسماعهم وأبصارهم ؟ [/size]
[size=30]- لغو ولهو , وقيلَ وقال , وأصوات معازف , وصور ماجنة , وقصص خالعة.... [/size]
[size=30]- في النهار نوم في تقصير [/size]
[size=30]- وفي الليل سهر في غير طاعة [/size]
[size=30]- متبرمون في أعمالهم [/size]
[size=30]- سيئون في معاملاتهم[/size]
[size=30]- يتثاقلون في أداء مسؤلياتهم[/size]
[size=30]- نشاط في اللهو والسمر , وكسل في الجدّ والعبادة.
أيها الأحبة![/size]
[size=30] شهركم شهر التقوى , شهركم موسم عظيم للمحاسبة , وميدان فسيح للمنافسة , تصفو فيه نفوس من داخلها , وتقترب فيه [/size]
[size=30]قلوب من خالقها , تفتح فيه أبواب الجنة, وتغلق فيه أبواب النار , وتصفّد الشياطين , وتكثر دواعي الخير , وأسباب [/size]
[size=30]المثوبة .
فهذا هو الصيام , وهذه هي التقوى .[/size]
[size=30] [/size]
[size=30]د. صالح بن عبد الله بن حميد[/size]
|