السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام، مما اثار انتباهي وجود بعض الاشخاص الذين يتبرأون من هويتهم أو عاداتهم أو آبائهم،
لأنهم يرون في ذلك انتقاصا من قدرهم ان اعترفوا بذلك، أتذكر فتاة درست معي في الجامعة من مدينة
مغربية أخرى غير مدينتي، طبعا لن أذكر لكم اسم تلك المدينة احتراما لمشاعر سكانها، تعرفون ماذا
قالت لي، قالت لي بأن أخاها في أحد المرات سافر الى مدينة مغربية كان يخجل من أن يذكر لسكانها
اسم مدينته لخوفه من أن يسخروا منه، كان عليه أن يفتخر بمدينته وبأصله وهويته، فهذا الامر سيفرض
على الآخرين احترامه واحترام مدينته. وشيء آخر تجد شخصا يكون ابويه فقيرين أو ربما أميين فيتبرأ
منهما ولا يحب أن يذكرهما على لسانه، فمثل ذلك الشخص ان كان رجلا عندما يريد أن يخطب فتاة
يكذب عليها ولا يرضى أن يقول لها عن حقيقة والديه، اهكذا اصبحا والداه اللذين تعبا في تربيته وسهرا
على راحته حتى يكبر أصبحا وصمة عار في رأيه، كان عليه أن يعترفا بهما ويفتخرا بهما كيفما كانا
وكيفما كانت حالتهما الاجتماعية. تعرفون هذا يذكرني بفيلم مصري قديم من بطولة أحمد زكي شاهدته
في طفولتي بعنوان "أنا لا أكذب ولكني أتجمل" عن قصة للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، جسد
فيه أحمد زكي دور طالب جامعي من اسرة فقيرة كان أبوه حفارا للقبور وأمه تعمل خادمة بالبيوت، وكان
الابن، أي ذلك الطالب الجامعي، يساعد أباه في عمله أيام العطل. كان ذلك الشاب يتظاهر أمام زملائه في
الكلية بكونه من عائلة ميسورة، وفيما بعد تعرف على زميلة له في الكلية من عائلة ميسورة (آثار الحكيم)،
فنشأت بينه وبينها علاقة حب، لذلك قررا الزواج لأنها كانت تعتقد بأنه من عائلة غنية، مما ادى الى
أحد الحاقدين عليه من زملائه الى فضحه أمامها، فما كان منها الا أن ذهبت الى مقر سكناه لتظبطه متلبسا
وهو يساعد أباه في حفر القبور.
وسؤالي لماذا يستحيي البعض من ذكر هويته أو من الاعتراف بحقيقة والديه مهما كانا فقيرين أو اميين،
يكفيه فخرا أنهما ربياه أحسن تربية، افلا يستحقان ان يفتخر بهما أمام الملأ ؟.
|